من المعروف لدى شعوب العالم انه حينما يداهم بلدٍ ما خطر او اعتداء يبادر عقلاء القوم او حتى مجانينهم للوقوف بوجه ذلك الاعتداء او الخطر وهذا الامر بحسب الفطرة الانسانية شيء طبيعي بل حتى الحيوان (اجّلكم الله ) اذا ما شعر انه مهدد او يتعرض لخطر فأنه يدافع عن نفسه اما ان تصل الحالة بشعب او مجتمع بأن يداس على كرامته ويهان ويقتل ابنائه يومياً وتسرق خيراته ويضحك عليه اللصوص والخونه مرات ومرات فهذا امر غير طبيعي وغير منطقي وهو ما حصل ويحصل في العراق ؟
طيب لماذا هذا الموقف من الشعب العراقي دعونا نفكك هذه المواقف خلال السنين السبعة الماضية ماذا حصل ؟ احتلال ثم سقوط الطاغية ثم صفحة الحواسم ثم بدأ الاحتلال الرسمي متمثل بالحاكم (بريمر) ثم الفوضى الخلاقة ثم مسرحية مجلس الحكم ثم مهزلة الانتخابات الاولى ثم مسلسل الطائفية المقيتة ثم الميليشيات الطائفية وعصابات الذبح على الهوية ثم تخللتها مسرحية الدستور وانتخابات مجالس المحافظات ثم خطة (فوضى القانون) ثم الانتخابات الثانية ناهيك عن ما تخلل وتحصّل عن ذلك من سرقات لاموال الشعب العراقي وخيراته وخطط لتقسيم العراق الى اقاليم وسلب ونهب للنفط والاموال وملايين الايتام والارامل والمعوقين جراء العمليات العسكرية والقتل الطائفي والميليشيات ونقص كبير في الخدمات وانعدامها وسرقة الحصة التموينية ورواتب المتقاعدين والمشمولين بالرعاية وانحلال وانحطاط اخلاقي وتراجع في مستوى التدريس في المدارس والجامعات وشلل على مستوى الصناعات المحلية وتوقف شبه تام في مجال الزراعة فضلاً عن المجالات الاخرى وهي كثيرة والجراح اكثر من ان تحصى . هذا على الصعيد العام اما في مجال الشخصيات وهي معروفة من مواقفها فأغلب من هو موجود الان في الحكومة والسلطة هم مرتزقة وعملاء وهم لا يخجلون من التصريح بذلك فلا عتب عليهم ولكن نريد ان نفهم ماذا كان موقف المرجعية العليا والتي يفترض انها الراعي الاول لهموم ومشاكل الناس ماذا كان موقفها ازاء كل ما حصل ويحصل في العراق ولماذا لم نرى موقف ايجابي واضح من كل ما جرى على العراقيين ولماذا يصرح المسؤلين في بابه بدلاً عنه ؟ واذا كانت فعلاً كما تدعي انها ترعى مصالح العراقيين فأين هي تلك المصالح ولماذا لم يتحقق شيء ؟ انه لامرٌ معيب ان يدعي مدعٍ ما انه يرعى مصالحنا في الوقت الذي لا يقوم الشعب العراقي بذلك !
والسؤال الاكثر اهمية من كل هذا وذاك: ما هو موقف العراقيين من كل ما حصل ويحصل ومتى يطالبون بحقوقهم ومتى يحددون مصيرهم بشكل صحيح ؟ اترك الحكم لكم