ان المتتبع للشان العراقي ومنذ سقوط النظام السابق يرى بوضوح ان الاحداث التي تمر العراق ليست عفوية او وليدة الصدفة وانما كل شيء مخطط له مسبقاً وضمن جدول زمني وحتى قبل سقوط النظام الهدام عليه لعائن الله فقد كان الحصار وما ملا على الشعب العراقي تحديدا هو امر مبرمج لاضعافه من الناحية الاقتصادية والنفسية وحتى مسلسل قتل المراجع وبالخصوص الشهيد الصدر (قد) كان مبرمجاً ومهيئأ له سلفاً وقد يقول قائل ماهي العلاقة بين اغتيال المراجع من قبل صدام المجرم وبين امريكا ؟
اقول انه لا احد ينكر عمالة صدام ووصوله للسلطة عن طريق القطار الانكلو امريكي وبالتالي فأن اي قرار واي عمل يقوم به العميل هو يصب في مصلحة من يعود اليه بالعمالة ولو بشكل غير مباشر .
اذاً فقد كانت اغلب الاحداث التي مرت على العراق هي وفق جدول ومخطط مدروس من قبل الثلاثي المشؤوم (امريكا وبريطانيا واسرائيل) , وبعد ان تمت المرحلة السابقة بنجاح بدأوا بتنفيذ المرحلة الثانية وهي اسقاط عميلهم السابق وادخال عملاء جدد (بالجملة) تحت عنوان تخليص الشعب العراقي من الدكتاتورية وتطبيق الديمقراطية وتم لهم ما ارادوا بمساعدة العملاء وهذه المرة بأقنعة وعناوين تتماشى مع ميول ورغبات الشعب والتي كانت هذه الفترة تميل نحو التدين وحب المتدينين فجاءوا لهم بأنواع المتدينين ممن كانوا يحسبون انفسهم (معارضة) ولكي تكون التشكيلة متميزة (كوكتيل) طعموها بشيء من العلمانية و الشيوعية واللبرالية ووو. لكي لكي تضفي على الطبخة نكهة خاصة فكان لهم ما ارادوا ووقع الشعب العراقي من جديد في فخ العمالة والغريب ان الشعب العراقي لم تكن هذه تجربته الاولى مع العملاء بل كان على طول خط الفترة التاريخية في القرن الماضي مبتلى بهكذا نمط من الحكام الاالاندر منهم وتلقى الصدمة والرعب كما سماها المحتل بعد دخوله الى العراق ودخل العراقيين مرحلة اختبار جديدة تمثلت بصفحة الفوضى والحواسم بعد ان عاش مرحلة طويلة من الحرمان والعوز جعلت منه متعطشاً لدماء ترابه ومستعداً لاكل اخيه جوعاً وكان له ما اراد والمحتل واقف يتفرج وبعد ان استفاق من الصدمة والرعب ومع علم المحتل بحاجة الشعب الى ادارة وحكومة لتولي الامور في البلد كانت مرحلة الحاكم بريمير والاربعين حرامي وحكم الشهور والايام لكل واحد شهر (مجلس الحكم) والناس لا تدري ما يجري حولها من خطط وبرامج جهنمية حول مصير العراق فالاغلب الاعم من الناس كانت تظن ان العراق سوف ينعم بالديمقراطية والرفاهية ولا يعلمون ان الايام المقبلة عليهم هي اتعس من ايام الزمن البائد بكثير وتم تمريمر مسرحية الانتخابات ودخل على الخط مرجعية السستاني من خلال تبنيه لقائمة الشمعة في الانتخابات الاولى 2005وخاض العراقيين تجربة الديمقراطية الامريكية ولا يعلمون ان ما مبيت لهم من جرائم وويلات يشيب لها الولدان فكانت ماساة الطائفية التي دخلت مع المحتل واججها العملاء بكل وقاحة من اجل مكاسبهم الخاصة وتنفيذا لاجندات اجهزة المخابرات التي يعملون لديها وانطلت اللعبة على العراقيين وراح ضحيتها مئات الالاف من الابرياء وخلفت الملايين من الايتام والارامل ولا زالت اثارها وبوادرها باقية منذ ثلاث سنوات مضت والمخطط مستمر والتنفيذ قائم بدقة والان جاءت مرحلة تصفية ةغربلة العملاء من قبل المحتل من خلال ما يسمى باللعبة السياسية (هذا في الظاهر) لكي ينشغل الشعب العراقي بما هو يتم تنفيذه على الارض دون ان يلتفت اليه عامة الناس وهذا الامر يعرفه العراقي الليب وهو ان كل حدث وكل فعل يجري في الساحة العراقية يقف ورائه المحتل واذنابه المرتزقة وحتى برنامج التفجيرات والسيارات المفخخة هو بفعل مباشر وغير مباشر يقف ورائه المحتل واذنابه والا اين اجهزة المخابرات الامريكية والاستخبارات وين جيوش المرتزقة المنتشرين في كافة ارجاء العراق ؟ هل يعقل ان تجري كل هذه الاحداث بعيداً عن مرمى ومسمع هذه الاجهزة ام ان هذه الاحداث تصب في بودقة الاجندة التي جاءت بها امريكا ولماذا تتذبذب وتيرة التفجيرات بين الحين والاخر وتتخللها نزاعات سياسية بين العملاء حول المناصب والمواطن يعيش في ازمة مستمرة من المعاناة في كل المجالات ؟
كل هذا جرى ويجري ولا نرى اي موقف واضح وصريح من ما يسمى بالمرجعية العليا الممثلة ب (السستاني) فلم نرى له اي موقف تجاه الاحتلال بل بالعكس كان موقفه خاضعا وضعيفاً وقد مرر الكثير من المواقف التي تصب في مصلحة الاحتلال بدلاً من مصلحة العراق ابتدءاً من دخول الاحتلال الى العراق ومروراً بالاتفاقية الامنية المشبوهة وانتهاءاً بوجود كل هذه القوات والاجهزة المخابراتية المسيطرة على البلد بالكامل ولم نرى اي موقف تجاه كل هذه الاحداث من قبل السستاني .
فأما ان يكون السستاني راضيا بكل ما حصل ويحصل في العراق ( ومن رضي بفعل قومٍ حشر معهم) واما ان يكون هو من ينفذ ويطبق هذه الاجندات بشكل مخفي وسري دون ان يشعر به الناس فهو عميل ( والعميل شيطان والشيطان في النار وساءت مصيرا) فهل يعي الشعب العراقي بكل ما يجري من حوله من احداث وما هو موقفه تجاه كل مايحصل هل سيبقى ساكتاً ام ماذا ؟؟؟