تشنج سياسي بسبب نتائج الانتخابات وتشكيل الحكومة، تبادل اتهامات ، حوارات تركيعية وأخرى ترغيبية، ضوضاء سياسية وإعلامية، زحمة ناطقين وحرب تصريحات ، كشف ملفات خطرة أو التهديد بكشفها، جماعات مندفعة وتريد تطبيق أملاءاتها ، ائتلافات سياسية غير منسجمة، أطراف غير فائزة في الانتخابات وتحاول العبث والتشفي بالفائزين والحكومة ، إعادة فرز يدوي قابله خوف ورعب من قبل المزورين والصاعدين بالمجاملة، أطراف لم تحصد إلا بضع مقاعد وتريد الجلوس مع الكبار وإملاء الشروط ، ائتلافات كبيرة وحصدت أعلى الأصوات ولكنها ترفض التنازل لبعضها البعض، أطراف تريد التشبث بمنصبها ودون النظر لنتائج الانتخابات ، أطراف تعمل على تعليق نتائج الانتخابات وإرادة الناخبين والعودة نحو المربع الطائفي والشوفيني، مخططات من قبل دول الجوار للتدخل في الشؤون العراقية وحتى في عملية تشكيل الحكومة القادمة ، محاولات من بعض دول الجوار لفرض اللبننة في العراق، محاولة من بعض الجهات الداخلية وبدعم من دولة إقليمية بالتخطيط لانقلاب من خلال احتلال المطارات وعودة قوة المليشيات وكانت البداية في مطار النجف........... مذكرة اعتقال دولية بحق مثنى حارث الضاري ووضع أسمه على سجل الإرهاب..... الخ من ملفات متصاعدة بل متصادمة !!.
كل ما تقدم له علاقة مباشرة بالتفجيرات الدامية التي ضربت العاصمة بغداد في يوم الجمعة المصادف 23 /4 /2010..... فلو جئنا إلى الأهداف التي ضربتها التفجيرات الإجرامية ، فلقد تم انتقائها بعناية فائقة للغاية لكي تتوزع بين (التيار الصدري لأنها ضربت أحياء موالية للصدريين ، وأحمد الجلبي عندما ضربت الحسينية التي تحمل اسم والده المرحوم عبد الهادي الجلبي، وعمار الحكيم عندما ضربت الحسينية التي تحمل أسم جده المرحوم السيد محسن الحكيم) ومن هنا طرف الخيط للمحققين والمحللين المحترفين...... وهنا أرادت الجهة المخططة الوصول إلى الأهداف التالية:
أولا: تقوية اللحمة بين الصدريين بزعامة مقتدى الصدر، والمجلس بزعامة عمار الحكيم، والمؤتمر الوطني بزعامة الجلبي ، والأطراف الثلاثة في ائتلاف واحد وهو الائتلاف الوطني العراقي، أي أن الهدف من التفجير الإيحاء لهذه الأطراف بأنها مستهدفة ويجب أن تتحد معا وتكون جبهة واحدة، خصوصا وأن عملية ائتلافها غير مضمونة الاستمرار لاختلاف توجهاتها السياسية والفكرية والنفسية!.
ثانيا: الهدف من التفجيرات لكي يتم اتهام الحكومة وتحديدا رئيسها نوري المالكي بأنه هو الذي خطط هذه التفجيرات للرد على الائتلاف الوطني، وتحديدا ضد الصدريين نتيجة سياساته ضد رغبة وسياسات المالكي بتجديد ولايته وضدها لأنها تشهّر وتنتقد بالمالكي وبالحكومة وليل نهار، وآخرها موضوع السجون السرية.
ثالثا: الغاية من هذه التفجيرات هو لتحفيز القواعد الصدرية واستنفارها ، وأشعارها بأنها مستهدفة هي ومنظمة بدر والمجلس والمؤتمر الوطني، ولابد أن يكونوا جبهة واحدة، ويدها على الزناد، وهذا له بمخططات متصاعدة ورائها دولة إقليمية لخطف الحكم في العراق وحال الانسحاب الأميركي ، ومن خلال الهيمنة على المطارات ، والانتشار في الشوارع، والاستيلاء على مؤسسات دولة، وإبادة الحكومة ـ الأطراف غير المرغوبة ـ على طريقة إبادة العائلة الملكية في العراق، وهناك تعديل في الخطط ليكون الأمر كالدرس القرغيزي في قرغيزيا.
رابعا والأهم: الهدف المؤمل عليه ( طائفيا واستراتيجيا) من وراء التفجيرات، وهو انتظار الرد التفجيري، وهذه المرة سيكون ضد ( المساجد السنيّة في بغداد) وربما في يوم الجمعة القادم، وسوف يترجم على أنه رد على تفجير الحسينيات الشيعية ،والهدف أجبار المجتمع العراقي على العودة نحو المربع الطائفي، ولهذا سارعت بعض الأطراف وطالبت بأن ( تشترك مليشيتها الخاصة) بإدارة الملف الأمني وحماية المساجد ،والهدف له علاقة بالخطوات المتصاعدة بشكل تدريجي نحو الانقلاب وخطف الحكم في العراق أو فرض مشروع التقسيم، ومن ثم تقسيم بغداد إلى كانتونات طائفية لتكون غير صالحة للإدارة، وسيتم البحث عن بديل عن العاصمة، والبديل جاهز وهو ( النجف وأربيل) ومن ثم العودة للمربع الطائفي.
خامسا: هناك هدف آخر من وراء هذه التفجيرات ، وهو الإيحاء الخبيث أن من قام بهذه التفجيرات هو الطرف السني المتواطئ مع ( هيئة علماء المسلمين) وكرد ورسالة للشيعة وحكومتهم التي رفعت قضية عبر ـ الأنتربول ـ تبنتها السلطات الأميركية أخيرا فوضعت أسم ( مثنى حارث الضاري) على لائحة الإرهاب ، وجاءت التفجيرات كرد حول هذا الموضوع... والهدف يبقى الحنين نحو المربع الطائفي والحرب المذهبية التي كانت في العراق، وهذا يعني فرض حكومة جديدة وعلى طريقة حكومة عام 2005... ومن خلال استغلال أي حدث وقضية!
سادسا: الهدف من هذه التفجيرات أيضا حصار المالكي وحكومته، وجعله أمام الشارع العراقي والرأي العربي والإقليمي والعالمي على أنه غي قادر على ضبط الأوضاع في العراق، وأنه المسئول عن تأخر عملية تشكيل الحكومة، وهنا يراد أجبار المالكي على الانصياع والقبول بالشروط التي طرحت عليه من بعض الأطراف السياسية التي تحاول تفريغ يديه من 89 صوتا بحوزة المالكي والصعود بها لتجلس بمكان المالكي وائتلاف دولة القانون... وهي مقامرة غريبة حقا!.
سابعا: من الأهداف الأخرى وهي محاولة لتعطيل ( الفرز اليدوي) لأن هناك شخصيات قد صعدت زورا من خلال التزوير ، أو من خلال ـ شفط أصوات غيرهم ومثلما حصل في المحافظات وبمقدمتها الديوانية ـ وعندما شعرت هذه الشخصيات ، ومعها بعض الحركات والأحزاب التي زورت أيضا بالمحنة وقرب الفضيحة المدوية ، ربما خططت لهذه التفجيرات من أجل تعطيل الفرز اليدوي خصوصا وأنه لن يقتصر على العاصمة بغداد بل سوف يمتد إلى محافظات أخرى حسب رغبة وطلب بعض القوائم الفائزة وحتى الخاسرة.
ثامنا: ربما هناك جهات سياسية وأمنية مرتبطة بجهات داخلية وخارجية لها دور كبير في الانتهاكات التي اكتشفت في (السجون السرية) والتي ستقود لكشف السجون السرية الخاصة ببعض الساسة العراقيين ( هي سجون سرية للابتزاز السياسي والمالي) والعودة إلى كشف سجل السجون السرية بأثر رجعي.... سارعت للقيام بهذه التفجيرات ليكون الخبر والحدث الطاغي سياسيا وإعلاميا هو التفجيرات الدامية بدلا من الحديث عن السجون السرية.
تاسعا: ربما هناك من يريد أتهام البعثيين بأنهم وراء هذه التفجيرات وكرد على قرارات المسائلة والعدالة التي دعمها التيار الصدري والجلبي والمجلس، ولكن هذا الأمر ربما لا معنى له في هذا الوقت، لأنه لو كانت هناك نيات لدى البعثيين لفعلوها في وقت قرارات المسائلةوالعدالة وليس الآن ـ علما أنهم من أشد الرافضين لإستهداف المدنيين والأبرياء حسب تصريحاتهم وبياناتهم ـ!.
لماذا لا ينتقدون البولاني؟:
أن الغريب في الأمر والملفت حقا ، لم نسمع هناك انتقادا واحدا ضد وزير الداخلية العراقي ( جواد البولاني) وهو المعني أولا وأخيرا بالملف الداخلي كونه وزيرا للداخلية ،بل أنصب الغضب والنقد والتجريح والهجمات ضد نوري المالكي فقط، ولم نسمع صوتا واحدا أنتقد البولاني ووزارة الداخلية وكأنها وزارة للمياه وليس للداخلية والأمن وحماية المجتمع.
آلا تلاحظون أن هذا الأمر يحتاج إلى تحليل ودراسة لمعرفة غاياته وأهدافه، خصوصا وأن هناك معلومات بأن البولاني قد أستلم رسالة من الإيرانيين نقلها له طرفا من الائتلاف الوطني ربما سيكون هو المرشح الوسط لرئاسة الحكومة وبدعم أيراني مقابل شروط معينة وافق عليها البولاني مبدئيا ( حسب المعلومات) ـ وهناك معلومات بأن الفرز اليدوي سوف يتيح للبولاني الفوز، وربما زيادة مقاعد قائمته مقابل اشتراطات معينة.
فتوى بمنع صلاة الجمعة:
من يحمي مساجد السنة من صولة الأجرام التي ستطالها في الأيام المقبلة، وهدفها جر العراق نحو المربع الطائفي والاحتقان المذهبي ومحاولة لتفسير التفجيرات الإجرامية الأخيرة على أنها طائفية ومن الجانب الآخر؟